إن الإسهام في صناعة المستقبل وتنمية الأوطان يستوجب توفير التعليم العالي النوعي للجميع، بغض النظر عن الجنس واللون والقدرة المادية، وقد نجحت الجامعة العربية المفتوحة منذ بدء عملها عام 2002 م، وبشراكة عالمية وبجهود أبنائها المخلصين من الكادرين الأكاديمي والإداري أن تقدم تعليماً فريداً من نوعه في تسع دول عربية، تعليماً يدمج بين المكتسبات القديمة والتطورات الحديثة. ثم جاءت كورونا لتجعل أسلوب عمل الجامعة هو الأساس بين مؤسسات التعليم العالي في محيطنا العربي، وهو الجوهر الذي كفل حق استمرار التعليم في كل الظروف والجائحات ، معززة في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته 26 "التعليم حق لأي شخص".
وبعد مضي 20 عاما على إنشائها ، تستمر الجامعة في إسهامها في تشكيل قادة المستقبل داخل الأقطار العربية وخارجها ، عن طريق توفير تعليم عالي الجودة للجميع دون تمييز عرقي أو جنسي، متجاوزة عوائق الزمان والمكان ، ومُمكنة لمن حرمتهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية والزمنية والمكانية من مواصلة تعليمهم والإسهام في صناعة مستقبل أوطانهم. رحم الله مؤسس الجامعة الوالد الأمير طلال بن عبد العزيز الذي يقول عنه الكاتب زياد الدريس في إحدى تغريداته : "هل كان الأمير طلال بن عبد العزيز حين وضع مبادرة فريدة ومتقدمة بتأسيس الجامعة العربية المفتوحة قبل عقود بنظام التعليم عن بعد يتصور أن تأتي جائحة كورونا فتجعل مؤسسات التعليم التقليدي تركض اليوم خلف الذين سبقوا في ريادة التعلّم الالكتروني... الريادة جرأة"، والذي يقول عنه الأستاذ عطا الله في جريدة الشرق الاوسط : " قبل ثلاثة عقود أنشأ الأمير طلال بن عبد العزيز الجامعة العربية المفتوحة، وخُيل لي يومها أن العرب لن يتقبلوا الفكرة كثيرا...، لكن الجامعة استمرت وازدهرت ، وبعد كورونا تكاد تكون هي الأساس لا الفرع".
وتأتي هذه الخطة الاستراتيجية الخامسة للجامعة العربية المفتوحة لتبني على ما بدأته منذ إطلاق خطتها الأولى (2004-2008)، واستكمالا للجهود التي وضعتها الخطة الاستراتيجية الرابعة (2017-2021)، ولتقود الجهود وتوجهها لتشكل صانعي المستقبل.
أقدم خالص الشكر والتقدير لكل من أسهم في اعداد هذه الخطة، والله أسأل التوفيق والسداد.
رئيس الجامعة العربية المفتوحة
الأستاذ الدكتور محمد بن إبراهيم الزكري