الأستاذ خالد الزهراني
قصتي مع الجامعة العربية المفتوحة مختلفة نوعًا ما. بدأت تفاصيل هذه القصة في عام 2011، حين انطلقت بشغف لتعلم الإدارة، رغم أن تخصصي الأول كان تخصصًا صحيًا، بعيدًا عن المجال الإداري.
في أحد الأيام، وأثناء عملي في أحد المصانع الوطنية المتخصصة في الأجهزة الطبية، بدأ التوجه نحو العمل الإداري بشكل عام. ومنذ ذلك الحين، عقدت العزم على تعلّم أساليب القيادة والإدارة. ولله الحمد، التحقت بالجامعة العربية المفتوحة عام 2011.
من خلال الوحدات الدراسية التي قدمتها الجامعة، استطعت تنمية المهارات الأساسية في القيادة، خصوصًا في مجال إدارة الأعمال. أكثر ما أعجبني في الجامعة، وما يميزها فعلًا، هو نظامها المرن في التعامل مع الطلبة، وخصوصًا الطلبة الذين هم على رأس العمل.
كذلك، استفدت كثيرًا من الخبرات المتنوعة لزملائي في الدفعة، إذ كنا قرابة 18 طالبًا من جهات وشركات ووزارات مختلفة، وتبادلنا الخبرات والمعرفة. ومن أبرز ما يميز الجامعة أنها تحتضن الطلاب من مختلف الأعمار، فقد كانت أعمارنا جميعًا فوق الأربعين، وكثير منا يشغل مناصب قيادية مثل مديري إدارات، بل وحتى مديرين عامين.
أيضًا، ساعدتني الجامعة في اكتساب مهارات جوهرية في الإدارة، كتكوين فرق العمل، وتوزيع المهام، وقيادتها، ووضع الخطوات الأساسية لإنجاح الفريق. ومن أهم المواد التي درسناها في الجامعة تلك التي أسهمت بشكل كبير في بناء منظومة عمل احترافية.
الجامعة أحدثت تحولًا كبيرًا في حياتي، إذ نقلتني من الجانب الفني إلى الجانب الإداري, ويمكنني القول بكل صراحة إن الجامعة العربية المفتوحة كانت البوابة الحقيقية لهذا الانتقال.
وكما يُقال: "العلم من المهد إلى اللحد". فالعلم لا يرتبط بعمر معين، ومن يملك الرغبة الحقيقية في التعلم، سيجد أبواب الجامعة العربية المفتوحة مشرّعة له على الدوام، فهي بالفعل كما سُمّيت: "الجامعة العربية المفتوحة".
ما يميز الجامعة أيضًا هو كفاءاتها الإدارية والتعليمية، ومرونتها الكبيرة فيما يتعلق بالرسوم الدراسية، إذ تُعد رسومها رمزية مقارنة بغيرها من الجامعات، ومع ذلك تمنح الطالب فرصًا تعليمية وتدريبية عالية الجودة.
أما علم الجودة، فهو علم واسع لا يُمكن لأي أحد أن يدّعي الوصول فيه إلى الكمال. ومع ذلك، فإن الجامعة وضعت لنا الأساس المتين لفهم هذا العلم، لا سيّما عند الانتقال من الجانب الفني إلى الإداري، حيث نحتاج إلى أدوات ومعارف دقيقة.
وقد زودتنا الجامعة بتلك الأدوات المهمة لإدارة المعرفة، والقيادة، والوصول إلى التميز المؤسسي, ومن المواد التي أثّرت فيّ بشكل شخصي، المواد الخاصة بالإدارة المالية، والتي فتحت لي الباب لاحقًا لأخذ دورات متقدمة في “المالية لغير الماليين” (Finance for Non-Financials)، وكانت ذات فائدة عظيمة لي على المستوى المهني والشخصي.